كل نفس ذائقة الموت ((قصتي))

كل نفس ذائقة الموت

قال تعالى: (( كل من عليها فان )), وقال أيضاً: (( إنك ميت وإنهم ميتون )).

في يوم هادئ جميل, صحوت من سباتي فرحاً متفائلاً بما سطر لي بصفحة هذا اليوم, كان يوم طويلاً-أحسبه كذلك- لما مر علي من أحداث بل هي حوادث لا ولن تمحى من مخيلتي, فهي جبال نصبت علي, بل مصائب أشد من الجبال قوة وأكبر حجماً.

أي حزن أشد من سماع ناع يبكي زوجته, وأي حزن أشد من رؤية طفل يبكي فراق أمه وأي حزن هو ذلك الذي أصابني عندما سمعت خبر وفاة أمي, خبر انتقالها إلى جوار ربها, انفطر قلبي لما سمعته وشلت أطرافي لما عقلته. وقفت حائرا أتساءل تساؤل الصغير الذي لا يدرك أين معشوقته, ولا يعلم كيف يتصرف مع هذه العاصفة التي بددت سكون حياته. نشدت عنها فقالوا لي مسكين أنت لم تهنئ بجوار أمك, أصبحت يتيماً, يتيم الحب ويتيم الحنان فأنت يتيم الأم.

كأني بسكين غرز بجسدي, بل سهماً اخترق صدري. بكت عيناي دماً لا دمعاً, صحت وصحت فجاء أبي ليكفكف دموعي, فإذا به يغرق بدمعة من عيوني غمرت قلبه بشعور يعجز اللسان عن ذكره, ويعجز القلم عن وصفه. تصلب أبي مكانه, كيف لا وهو يسمع أصغر أبناءه يريد أمه؟ ينادي: أمــاه, أمــاه عودي فاحضنيني قبل ذهابك, عودي للحظة قبل فراقك, عودي وقولي لي أحبك. تمنيت لو أن الأرض انشقت وسقطت بين شطريها.

أعلم بأن كل نفس ذائقة الموت, وأوقن بأن كل من على الأرض فان, وأؤمن بأن الموت حق, ولكن كيف لي أن أتماسك وقد كنت في السابعة من عمري؟! دقائق مرت من سماعي هذا الخبر وأي خبر, خبر انطفاء شمعة حياتي, خبر صعد بي أعالي السماء ثم قذفني لأسفل الأرض. وأنا بهذا الحال فإذا بي أشم رائحة أمي, فبصرت يمنة ويسرة فإذا هي خالتي, جاءت تهون علي وتربت على كتفي وقالت لي بأن هذا هو أمر الله وقدره, فاحتسب الأجر وأسأل الله لها المغفرة والرحمة, فهي في أمس الحاجة لدعائك واستغفارك لها. كلمات خاطبت بها قلبي فكانت كلعبة أسكتت بها صياح طفل صغير حزين.

مرت الساعات والساعات وأنا في حالة لا يعلم بها إلا ربي, فجلست أخاطب حبيبي, أخاطب من لديه مسكن آلامي, من يستجيب لي عند اضطراري, من يشعر بي قبل أن أحكي ويواسيني قبل أن أشكي وله أذل وأبكي. أخذت القرآن بيميني أتلوه وأعقل كلام ربي, حتى وصلت لقوله تعالى ربي: (( لكي لا تأسوا على ما فاتكم )) فإذا بطمأنينة في قلبي وقد جفت دموع عيني, وأحسست بشعور بداخلي أظن بأنه إيماني بربي.

ومرت الأيام تلو الأيام, والسنين تلو السنين حتى كبرت وأصبحت لما أنا عليه الآن, وقد عرفت بأنه لا بد من هذا اليوم, إن لم يكن اليوم فغداً أو بعده. تركت الحزن عني فحالي يجب أن يكون كحال المؤمن, كله خير, فإن نعّم شكر, وإن أبتلي صبر وقال: (( إنا لله وإنا إليه راجعون )).

اوووووووووووووووووووو

أول شي لازم لازم لازم

إنسوي لك ترحييب

Very Happy

وماتصر على الموضوع المفيد الصراحة

مشكور اخوي والله انت ياليتك كنت ويانه من قبل

مشكوووووووووووووووووووووووور ماقصرت

مشكووور اخوي

على هالمواضيع

» ماذا بعد رمضان أما الموت وإما .........
» شاب يصارع الموت في باطن البحر!!!!!!!!